المهدي المنتظر حق ، وقد أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم وبلغت أحاديثه حدّ التواتر
وهو من ولد فاطمة رضي الله عنها لقوله عليه الصلاة والسلام : المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يملك سبع سنين . رواه الإمام أحمد وأبو داود .
وقال عليه الصلاة والسلام : لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يُواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . رواه أبو داود .
وقال : المهدي من عترتي من ولد فاطمة . رواه أبو داود وابن ماجه .
فعلى هذا يكون اسم المهدي : محمد بن عبد الله
ويكون معروف النّسب ، وان نسبه يرجع إلى آل البيت .
وأما مهدي الرافضة فهم قد اختلفوا فيه اختلافا كثيرا !
فجرى الخلاف بينهم هل وُلد للإمام الحادي عشر أو لا ؟
والأشهر عندهم أنه لم يولد له بدليل أنهم قسموا ميراثه لما مات ولم يُترك منه شيء !
ولكنهم كذبوا هذه الكذبة ليجمعوا الرافضة – بزعمهم – لأن من أصولهم أنه لا يخلو الزمان من إمام معصوم ، ولا يقوم الدين إلا بإمام معصوم !
ثم زعموا أن الإمام الحادي عشر وهو الحسن العسكري وُلد له غلام صغير اسمه محمد
وأنه دخل سرداباً في سامرّاء بالعراق منذ أكثر من ألف ومائة سنة !
وهو القائم ، وإذا ذكروه قالوا : ( عج ) يعني عجّل الله فرجه !
فأنت ترى أنه مهديهم هو محمد بن الحسن !
وأن عمره الآن يزيد على ألف سنة ! ولا يزال في السرداب !
قال الإمام الذهبي رحمه الله :
ومحمد هذا هو الذي يزعمون أنه الخلف الحجة ، وأنه صاحب الزمان ، وأنه صاحب السرداب بسامراء ، وأنه حي لا يموت حتى يخرج فيملا الأرض عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا ، فوددنا ذلك والله وهم في انتظاره من أربع مئة وسبعين سنة ! ومن أحالك على غائب لم ينصفك فكيف بمن أحال على مستحيل ؟! والإنصاف عزيز ، فنعوذ بالله من الجهل والهوى .
ثم قال :
فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه أشد الحب ، ولا ندعي عصمته ولا عصمة أبي بكر الصديق .
وابناه الحسن والحسين فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة لو استخلفا لكانا أهلا لذلك
وزين العابدين كبير القدر من سادة العلماء العاملين يصلح للإمامة ، وله نظراء وغيره أكثر فتوى منه وأكثر رواية
وكذلك ابنه أبو جعفر الباقر سيد إمام فقيه يصلح للخلافة
وكذا ولده جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور
وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون ، وله نظراء في الشرف والفضل
وابنه علي بن موسى الرضا كبير الشأن له علم وبيان ووقع في النفوس ، صيّره المأمون ولي عهده لجلالته فتوفي سنة ثلاث ومئتين
وابنه محمد الجواد من سادة قومه لم يبلغ رتبة آبائه في العلم والفقه
وكذلك ولده الملقب بالهادي شريف جليل
وكذلك ابنه الحسن بن علي العسكري رحمهم الله تعالى . انتهى كلامه رحمه الله .
ومهدي المسلمين يملأ الأرض قسطا وعدلاً
وأما مهدي الرافضة فمن إنجازاته - إذا قام – حسب زعمهم :
إخراج أبي بكر وعمر من قبريهما ! وصلبهما وإقامة الحد عليهما !!
إخراج خفصة وعائشة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين رضي الله عنهن وإقامة الحد عليهن !
هدم وإحراق وقتل !
هذا ما تنطق به كتب القوم !!
ولو كان عندي من الوقت متّسع لنقلت من كتبهم .
وهذه الصفات التي ذكروها تنطبق على أفعال المسيح الدجّال
والعجب أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ على أن الدجّال يتبعه أناس من إيران !
فقال عليه الصلاة والسلام : يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة . رواه مسلم .
وأصبهان في إيران !
والله تعالى أعلى وأعلم